إنا لله..
وإنا إليه راجعون.
هذه ليست عبارة تعزية نقولها كما نقول (وداعا)، ثم لا نعني بها شيئا تقريبا، فقط صوت نعلن به نهاية الحوار.. بل هذه العبارة هي الحقيقة الكبرى التي يتجاهلها أكثرنا، لأنها تذكر بمحدودية الحياة، ونفوسنا المشاغبة لا تريد هذا، لا تريد (الجد) لأنها ألفت الهزل واللعب واللذة. والموت (هادم اللذات) فكيف تصاحبه وتنظر في وجهه ؟..
ولكن الحق حق. شئنا أم أبينا.. واللذات لابد من بعضها على كل حال.. الحلال منها. ولو لم يشأ لنا الله أن نذوق لذة في الحياة لفعل.. ولجعل السماء والأرض بالأبيض والأسود، ولكنه لم يفعل سبحانه وتعالى. فنحن نتلذذ صباح مساء ونقول هل من مزيد.. فقط لو نتوقف عن لهاثنا بين الحين والحين حتى نفرق بين الحلال والحرام، وبين اليوم والغد، وبين حقوقنا وحقوق غيرنا.. ثم نواصل هذه الحياة كما أرادها الله بقوة وشهامة، موحدين للخالق، ذاكرين له كثيرا، ثابتين وسط العواصف ومدركين كل الإدراك أننا لله وأننا – آخر الأمر – إليه راجعون.
غفر الله لنا ولجميع المسلمين، الأحياء منهم والميتين.
خالد
16-02-2019