يسألك بحماس الناقد العالم: (لماذا تعطلون تفكيركم يا أخي وتكادون تقدسون قول العلماء ؟ ألم يخلق لكم الله عقولا ؟..) ثم يشرع – مباشرة – في محاضرة عن عظمة الديمقراطية (اليونانية) وطريقة الغرب العبقرية في الحياة ومنهجهم الذي لا يعلى عليه إلخ.. فتكاد تنفجر من الغيظ وأنت تراه يسقط فيما نهى عنه بالضبط بحيث يدرك أو لا يدرك. وتود لو تصرخ في وجهه: (ولماذا يا أخي الفيلسوف تقدس فلسفة يونانية سياسية مختلف عليها بين فلاسفة اليونان أنفسهم فقط لأنها من اليونان ولأن الغرب يدعي تطبيقها ؟ وكيف بك تمدح هذه الطريقة أو ذاك المنهج في الحياة فقط لأنه من الغرب ؟ أليس لك عقلا تبدع به طريقتك الخاصة ؟ وإلا مادام الأمر اختيار وانتقاء.. فلتتركني أختار ما أشاء. أليس هذا يعارض فلسفة الديمقراطية والحياد العقدي المستحيل أصلا ؟ ثم إن اختياري بفضل الله يوافق إرادة الله الشرعية وكلامه الذي في قرآنه إن كنت من المؤمنين: “فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون”. فأين أجد عبارة صريحة في دين الله تؤيد ما ذهبت إليه أنت حتى أعذرك وأقول لا تثريب عليك ؟؟
خالد