صرتُ أمقتُ الفلسفة وأعافها، لاسيما في سنيني الأخيرة عندما منّ الله عليّ بفضله فعرّفني ضررها على عقيدة المؤمن.. حتى صرتُ أشمئز من عناوين كتبها، وعادت عندي كما قال أحد الكتاب (كلاما عن التفاحة بدل أكلها).
وإني أذكر تلاوتنا في فصول الثانوية لتلك النصوص السخيفة التي سموها زورا وبهتانا (فلسفة وفكرا إسلاميا).. إسلاميا ؟ كيف وهي تحمل الإلحاد الصريح والزندقة البيّنة !.. كلا، ما تلك النصوص – على الحقيقة – إلا ثرثرة وشقشقة كلام لا تُسمن ولا تغني من بِه جوع المعرفة.. فهذا يقول كذا في أطروحته والآخر يردّ عليه ويطرح أطروحته أرضا ويُفنّد رأيه ويشك في مقالته وفي وجود أمه نفسها ! أي سفه ؟.. أفكّلما جنّ أحدهم جاؤوا به وسمّوه فيلسوفا ؟
ولكن هناك ضرب من الأفكار – ليست تلك التي تخوض في الذات الإلهية – تأبى إلا التّشغيب والتفريخ في عقولنا.. فإما أن نقف على أثارة من علم نافع نضيء به تلك البؤرة المعتمة في أذهاننا وإما لا نجد..
هذه الأفكار الضبابية الهائمة التي كلّما مددت يدا لتمسك طرف خيط من خيوطها أو جناح عصفور من عصافيرها انزلق الخيط أو طار العصفور مولولا ثم لا تلبث حتى يخرج لك عصفور مستفزّ آخر من ركن ثانٍ..
متابعة القراءة “هل (الجحيم هو الآخر) على رأي (سارتر) أم أن نفسك من توردك المخاطر؟”