نصوص نفسية

البراءة المستحيلة !


البراءة المستحيلة

بسم الله الرحمن الرحيم..

لم أر لي مثيلا في حُبّي للبنات الصغيرات ! فهنّ عندي أجمل كائن يمكن أن تُحادثه وتسأله وتُجيبه وتلاعبه وتُضاحكه.. باستثناء بعض الحالات الخاصة طبعا، مع كل احترامي !.. فلستُ أعني تلك البنات الثائرة شعورهن، اللاتي يسيل خيط المخاط على شفاههن.. ويصرخن طوال الوقت، لتنفتح أفواههن على أنصاف أسنان قد اسودّ مُعظمها من فرط أطنان الحلوى التي مضغت !.. كلا ليس هؤلاء من أعني لو خطر لك ذلك !

بل أريد تلك (الكتكوتة) ذات الظفيرتين التي تمشي بأدب وترفع رأسها لتنظر إليك بعينين لا ترمشان وأنت تمرّ بمُحاذاتها.. عينان نقيتان واسعتان يسبح فيهما لغز الحياة !

وقد تجود عليك بابتسامة وردية خفيفة إذا ما نظرت إليها.. فتكاد تخطفها وتأكلها أكلا !.. هل تعرف هذا الشعور ؟.. لا أقصد الأكل طبعا !

تلك الكائنات الصغيرة الهادئة.. التي تُشير الواحدة منها بإصبعها الأحمر الصغير – كأنه محشو بالفراولة – لتقول لأمها بصوت ناعم: (ما هذا ماما ؟).. فتُجيب الأم بملل وهي تمشي بعصبية: (اصمتي قليلا أيتها الثرثارة !).. فأودّ لو أوبّخ أمها ثم ألتفت للصغيرة وأجيبها.. قبل أن أخطفها وآكلها !

لماذا البنات الصغيرات وليس الأولاد ؟.. ربما لأني ذكر، وأحلامي الطفولية البريئة عن الأنثى الرقيقة الحنون لازالت تراودني وتطفو على سطح ذكرياتي من حين لآخر.. لازالت تراودني نعم، رغم ماتجرعت من مرارات.. رغم الإحباط نعم.. ورغم الخيبات !

فهي الأنثى الصغيرة التي تطمع في حمايتك وتنظر إليك بانبهار.. وتُعجبها ملاعباتك ومُفاجآتك بدل أملاكك وشهاداتك !

هي التي تفرح إذا أهديتها قطعة شوكولاتة رخيصة دون أن تتساءل في خاطرها عن ثمنها !.. وتسعد إن أخبرتها أنك أحببت حليها وظفائرها !

هي التي ترى فيك الأب والصديق والرجل الشجاع القوي الذي يحملها لترى العالم من فوق !.. وترى فيك الحكيم الذي يعرف بواطن الأمور ويحكي لها القصص العجيبة في الليالي، ترى فيك ذلك وترى في عينيك الزوج المثالي !

طبعا تحاول الكثيرات من الكبيرات التظاهر بهذه الروح الصافية والبراءة المستحيلة.. فيلبسن لباسا ملونا.. وقد يكون مصورا في ذلك اللباس بعض الصور البريئة، كدب صغير أو قطة وردية أو زهور يانعات.. ولكن هيهات هيهات.. لن يُنافسن تلك الصغيرة الحبيبة مهما فعلن.. إلا من رحم ربي وأنعم عليها بقلب صاف خفيف وعقل خال من الكيد عفيف وطبع مرح بسيط ظريف ! والله المستعان وهو الخبير اللطيف..

رفعت خالد – 12-02-2014

أضف تعليقا